8 مسلحون باكستانيون قتلوا في الهند

20 September 2016 الدولية

عززت الهند دوريات على طول حدودها الفعلية مع باكستان اليوم الاثنين بعد أن قتل مسلحون 18 جنديا في قاعدة عسكرية قريبة، كما أدارت إدارة رئيس الوزراء نارندرا مودي ردها على الهجوم الذي حملته الهند على جارتها. يعد هذا الهجوم الذى وقع فيه اربعة مسلحين من رجال الشرطة فى مقر اللواء فى اورى فى الساعة الخامسة والنصف صباحا / منتصف الليل بتوقيت جرينتش / اليوم الاحد من بين الاكثر فتكا فى كشمير، مما ادى الى زيادة التوتر بشدة بين الخصوم المسلحين نوويا. وقال مسؤولون بالجيش ان بعض المصابين بجروح خطيرة قد اصيبوا بمستشفى فى نيودلهى وان احدهم لقى مصرعه بينما كان يخضع للعلاج.

وتعرض معظم القتلى والجرحى لحروق شديدة بعد خيامهم ومآويهم المؤقتة من الذخيرة الحارقة أثناء نومهم. اعتبر وزير الداخلية الهندي راجناث سينغ اليوم الاحد ان باكستان "دولة ارهابية" كما اكد الجنرال رانبير سينغ ان القوات الاميركية "مستعدة لتقديم رد فعل". واتهمت باكستان الهند بتقسيم اللوم قبل أن تجري تحقيقات مناسبة.

وقال مستشار الشئون الخارجية لرئيس الوزراء الباكستانى فى بيان صدر فى وقت متأخر من يوم الاحد "ان باكستان ترفض رفضا قاطعا الاتهامات التى لا أساس لها ولا مسئولية التى يقوم بها كبار المسؤولين فى حكومة رئيس الوزراء مودي". وقال الجيش ان الهند تروج "لسرد معاد". تجدر الاشارة الى ان كشمير، التى انقسمت بين الهند وباكستان منذ عام 1947، تقع فى قلب سبعة عقود من انعدام الثقة المتبادل بين الجيران.

وقد خاضت اثنتان من حروبهما الثلاث منذ الاستقلال عن بريطانيا فى المنطقة. ويبدو أن خيارات الهند للرد على باكستان محدودة، لأنها تنطوي على خطر التصعيد. كانت الهند قد عادت من الانتقام العسكرى عندما قتلت جماعة تتخذ من باكستان مقرا لها 166 شخصا فى هياج عام 2008 عبر مومباي خشية إشعال صراع أوسع واختارت بدلا من ذلك القيام بهجوم دبلوماسى لعزل إسلام أباد.

خفض
ووقع هجوم على قاعدة هندية اخرى بالقرب من الحدود فى كانون الثانى / يناير ردا قياسيا، بيد ان عدد القتلى كان اقل مما كان فى غارة الاحد. والقلق هو أن حكومة مودي قد أشارت عدة مرات إلى حد أدنى للانتقام من هجمات باكستان من حكومة الكونغرس السابقة، التي اعتمدت سياسة "ضبط النفس الاستراتيجي".

وقال الخبراء العسكريون ان من بين الخيارات العسكرية التى يمكن للهند ان تعتبرها ضربات مدفعية على مواقع الجيش الباكستانى تدعي انها تستخدم لمساعدة المسلحين فى عبور جزء من كشمير. بيد ان ذلك من شأنه ان يعرقل وقف اطلاق النار عام 2003 على طول الحدود بالرغم من انه قد تلاشى فى السنوات الاخيرة.

واضافوا ان خيارا ثانيا على الطاولة سيرسل قوات خاصة داخل باكستان لمهاجمة معسكرات تدريب العصابات، بيد ان هذه مقامرة شديدة الخطورة يمكن ان تسوء بسهولة. عقد مودي محادثات مع زعماء حزب بهاراتيا جاناتا في اجتماع لمجلس الوزراء حول كيفية الرد.

وقال مساعد كبير لرويترز "ان اولويتنا الاولى هي تحصين كل قاعدة دفاعية، ومن المثير للصدمة ان احد مواقعنا الاستراتيجية ضرب". "لقد كشفت العيوب وضعف بنيتنا التحتية الأمنية وإصلاح فوري هو العمل الأول في متناول اليد". بحثت القوات الهندية ثلاثة الوديان التي عبرت الحدود في التضاريس الجبلية بالقرب من أوري، الذي قال مسؤول كبير في الجيش يعتقدون تسلل المسلحون عبر.

كما تم ارسال تعزيزات للقيام بدوريات فى احد اقصى الحدود العسكرية فى العالم حيث تقف القوات الهندية والباكستانية فى مكانها مقلة العين وتتبادل اطلاق النار فى بعض الاحيان حسبما ذكر مسؤول بالجيش. كانت خدمة الحافلة الأسبوعية بين سريناجار فى كشمير التى تسيطر عليها الهند ومظفر اباد، عاصمة الجانب الباكستانى، تعمل بشكل طبيعى يوم الاثنين. مرت الحافلة عبر أوري والركاب ينتظرون على الحدود الفعلية على استعداد للعبور.

مدان
وقد ادانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا الهجوم وقالت انها تقف مع الهند فى حربها ضد "الارهاب". وجاءت الهند في المرتبة الخامسة في العالم من حيث القوة العسكرية، وفقا لتقييم عام 2015 من قبل كريدي سويس استنادا إلى بيانات من معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام والقوة النارية العالمية، مقارنة مع 11 لباكستان.

ذكرت وكالة انباء مراقبة التسلح ان باكستان لديها ما يقدر ب 120 رأسا نوويا ضد 110 فى الهند. جاء الهجوم الذى وقع يوم الاحد بينما يخضع الجزء الهندى من كشمير لانهيار امنى كبير خلال اكثر من شهرين من الاحتجاجات التى اثارها قتل 8 يوليو لقائد جماعة انفصالية اخرى مقرها باكستان.

وكانت الهند قد حملت باكستان منذ وقت طويل على دورها فى التمرد المستمر منذ 27 عاما ضد حكمها فى الدولة الوحيدة ذات الاغلبية المسلمة. وقال الجنرال الهندي رانبير سينغ ان الهجوم الذي وقع امس الاحد يحمل سمات الجماعة الاسلامية المقاتلة في باكستان محمد محمد.

لكنه لم يقدم ادلة تثبت الهجوم على المجموعة. وكان جيش محمد الذي يتزعمه الاسلامي المتشدد مولانا مسعود ازهر من مقاطعة البنجاب الباكستانية قد اتهم باللائمة على غارة القاعدة الجوية في كانون الثاني / يناير والهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي عام 2001 والذي ادى الى الحرب. وتنفي باكستان ارسال مقاتلين الى كشمير الهندية.

ولم يعلن احد مسؤوليته حتى الان عن تهمة تنظيم منظمات مسلحة تتخذ من باكستان مقرا لها مثل لاسكار طيبة بتهمة التخطيط لهجمات فى الهند. دعت باكستان الامم المتحدة والمجتمع الدولى الى التحقيق فى الفظائع التى تدعي انها ارتكبت من قبل قوات الامن الهندية فى كشمير. وتستعد الامم المتحدة لعقد اجتماعها السنوى السنوى فى نيويورك حيث من المحتمل ان تكون كشمير على جدول الاعمال.

 

المصدر: أرابتيمس

: 8234

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا