الكويت أعمال ضد درجات وهمية

31 March 2016 الكويت

وقد بدأت الكويت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد الأسباب الكامنة وراء انتشار الشهادات الجامعية المزورة، وكذلك طرق منع استخدام هذه الشهادات في المستقبل. وجاء في تقرير نشرته "الفنار للإعلام" على موقعها الإلكتروني مؤخرا أن هذا جاء بعد أن أشارت وزارة التعليم العالي في الكويت إلى أن 259 شخصا وجدوا أنهم يحملون شهادات وهمية أمام المحكمة.

في هذه اللحظة، العديد من أصحاب درجة كاذبة ويبدو أن في ورطة عميقة. وقال وزير التربية والتعليم العالي بدر العيسى في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "لقد أحالناهم الى النيابة العامة لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية ضدهم لانهم تلقوا هذه الشهادات بشكل غير مشروع".

في فبراير 2015، نشرت الفنار وسائل الإعلام سلسلة من التقارير تسلط الضوء على شبكة عالمية من الجامعات على الانترنت وهمية التي تستخدم التسويق العدوانية لتقديم المنح الدراسية وهمية لجذب الطلاب في وسرقة أموالهم في نهاية المطاف مع درجات لا قيمة لها.

ثم نشرت صحيفة نيويورك تايمز في شهر مايو الماضي تقريرين عن الجامعات المزيفة التي تمنح درجات غير معتمدة، مشيرا إلى أن 3،142 شخصا يعملون في دول الخليج حصلوا على مثل هذه الشهادات، منهم 278 شخصا يعملون في الكويت. وقالت نورية العوضي، المديرة العامة للمكتب الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم: "لسوء الحظ، كانت التقارير صحيحة".

وقال العوضي إن المكتب تعقب 259 شخصا من بين 278 شخصا المذكورة في تقرير صحيفة نيويورك تايمز. وأضاف العوضي أن حاملي الشهادات الكاذبة تم توثيقهم في جدول يبين اسم الشخص ومسمى وظيفته وقطاع العمل الذي يعمل فيه. وقالت "ان القضية هامة جدا ولا يمكن التسامح معها".

ولم يتم الإعلان عن أسماء وجنسيات ومناصب الذين يحملون شهادات مزورة، فضلا عن نتائج التحقيقات، ولكن وزير التعليم العالي أكد أن معظمهم يعملون في القطاع الخاص. ويبدو أن الأسباب الكامنة وراء انتشار الدبلومات المزورة كثيرة.

وقال العوضي "لقد لعبت بعض الجهات الحكومية دورا في ذلك". وقالت إن مكاتب وزارة الخارجية الكويتية في الخارج وافقت على الشهادات في وقت سابق، عندما يفترض فقط أن توافق على شهادات معتمدة من قبل سلطة أكاديمية حقيقية.

وقال العوضي إنه ليس من المفترض أن توافق وزارة الخارجية على أي شهادة جامعية دون التنسيق أولا مع مكتب الاعتماد الوطني الكويتي. وقالت: "هناك بطبيعة الحال ثغرات أخرى، منها أن بعض المؤسسات تستأجر أشخاصا يحملون شهادات علمية [يفترض أنهم] حصلوا على الخارج، رغم أنهم غادروا الكويت لفترة قصيرة جدا من الزمن".

وعلى الرغم من اعتراف العوضي بوجود ثغرات، فإنها تؤكد أن غالبية حاملي الشهادات المزورة حصلوا عليها قبل عام 2010 وقبل إنشاء المكتب الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم. من ناحية أخرى، يقول البعض إن هناك العديد من الأكاديميين في البلاد الذين يحملون أيضا شهادات مزورة ولكن لم يتم التحقيق فيها. "هناك شكوك حول درجات أكثر من 1400 عضو هيئة تدريس في الكويت. وقال عبد الله العازمي عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التكنولوجية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وهي مؤسسة أكاديمية متخصصة في التعليم المهني: من المؤكد أن مشكلة الشهادات المزورة لا تقتصر على الكويت.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، تلقى ما مجموعه 1216 شخصا شهادات جامعية وهمية في الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى 1،198 في السعودية و 81 في عمان و 70 في البحرين.

ومع ذلك، يبدو أن الكويت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي حققت في التقارير. ويبدو أن الشكوك حول الشهادات الأكاديمية آخذة في الاتساع.

وفى 24 مارس طالبت الجمعية الوطنية الحكومة بالكشف عن تفاصيل الشهادات التى حصل عليها المديرون ورؤساء الادارات والوزراء واعضاء البرلمان وجميع العاملين فى الحكومة لتحديد ما اذا كانت انجازاتهم التعليمية معتمدة او مزيفة. ويعتقد خلود الهندي، عضو هيئة التدريس بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي، أنه من أجل التخلص من ظاهرة الشهادات الجامعية المزورة، تحتاج الحكومة إلى التعامل أولا مع أسباب انتشارها.

"لسوء الحظ، فإن الحكومة تقوم على جميع مزايا التوظيف على درجة واحدة، وليس للمحترفين. لذا، يبحث العمال عن الدبلومات لتقديم طلب للحصول على وظائف بدلا من تحسين أدائهم ". ومع ذلك، يعتقد العوضي أن القتال ضد درجات وهمية لا يمكن القيام به في غياب التشريعات اللازمة، حتى لو كانت هيئات الاعتماد المحلية موجودة. وقالت: "نحن بحاجة إلى قوانين لدعم عملنا، ومساعدتنا أكثر في تقصي الحقائق واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين".

 

المصدر: أرابتيمس

: 1878

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا