الكويت لإدخال أول قانون جمع الحمض النووي في العالم

24 September 2016 الكويت

إن القانون الذي يقضي بإجراء اختبارات إلزامية للحمض الريبي النووي لجميع المقيمين الكويتيين، وكذلك جميع الذين يزورون البلاد لأي غرض كان، هو اعتداء خطير على حق الأفراد في الخصوصية، ومن المرجح أن يؤدي أيضا إلى عزل البحث العلمي الكويتي، وقال الباحثون، والجمعية الأوروبية لعلم الوراثة البشرية (إيشغ) الأسبوع الماضي. وفي رسالة موجهة إلى رئيس وزراء الكويت ومجلس وزراء دولة الكويت، دعت الجمعية الحكومة إلى تعديل القانون.

كما حثت لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة القانون الذى سيتم تعديله الشهر الماضى، مطالبة بجمع الحمض النووى فقط بعد اوامر محكمة محددة، لاجراء تحقيقات محددة. وقالت اللجنة ان القانون "يفرض قيودا غير ضرورية وغير متناسبة على الحق في الخصوصية".

وقد استجوب خبراء قانونيون آخرون ونشطاء حقوق الإنسان قانون الحمض النووي الإلزامي والمثير للجدل في الكويت، الذي يقال إنه ساري المفعول في تشرين الثاني / نوفمبر 2016. وقد قدم محامي كويتي تحديا دستوريا رسميا ضد القانون.

وسوف يتأثر القانون ايضا القانون الذى ينص على جمع الحمض النووى من جميع المواطنين والاجانب المقيمين، اى اكثر من اربعة ملايين شخص بالاضافة الى جميع زوار البلاد. يتم إنشاء محطة في المطار والتي سوف تتطلب جميع الوافدين الجدد لتقديم الحمض النووي من خلال مسحات الخد أو عينات الدم. وقد يؤدي ذلك إلى انتهاكات صارخة للخصوصية، كما يقول منتقدو مشروع القانون.

تحرك البرلمان الكويتي الذي يعترض عادة على أي قانون أو لائحة جديدة تفرضها الحكومة، سريعا لتمرير مشروع القانون في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة الكويت في يوليو / تموز 2015 والذي خلف ما يقرب من 30 قتيلا. من خلال الوصول إلى قاعدة بيانات كبيرة من الحمض النووي الجميع، فإنه من شأنه أن يسهل على وكالات إنفاذ القانون تحديد ضحايا الإرهاب وتتبع المشتبه بهم جنائيا.

ومع ذلك، فإن القانون، الذي يعتقد أنه الأول من نوعه في أي مكان في العالم، ينظر إليه من قبل العديد من النقاد على أنها ليست فعالة فقط كأداة لمكافحة الإرهاب ولكن باعتبارها مسؤولية محتملة كبيرة الخصوصية إذا كانت هذه قاعدة البيانات المسروقة أو اخترق. والمقصود من مشروع القانون أن يكون إلزاميا وأي شخص يرفض جمع الحمض النووي يمكن أن يكون عرضة للسجن أو غرامة قدرها 10،000 دينار كويتي.

وقال عادل عبد الهادي، المحامي الذي قدم تحديا دستوريا لمشروع قانون الحمض النووي "إن إقناع كل مواطن ومقيم وزائر بتقديم عينة من الحمض النووي إلى الحكومة يشبه إجبار تفتيش المنازل دون أمر قضائي". واضاف المحامي "ان الجسد اكثر مقدسة من المنازل".

ويخشى البعض من استخدام هذا القانون كسلاح حاسم، على سبيل المثال، تحديد الأبوة في بلد يكون فيه الزنا غير قانوني وفي البت في قضايا مثيرة للجدل بشأن الحق في الجنسية بين آلاف الأشخاص عديمي الجنسية أو "البدو".

ومن الطرق الأخرى التي يمكن أن يقف بها القانون تغيير اللعبة هو أنه من المرجح أن يعرض الزناة والنساء اللواتي لديهن أطفال خارج زواجهن - وهي جرائم تنطوي على عقوبات شديدة في البلد، وهو ما يلتزم بشكل وثيق بالشريعة الإسلامية. أقرت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، وهي مجموعة سياسية دينية وعلمية مقرها الكويت ذات تأثير واسع في العالم الإسلامي، أدلة الحمض النووي كوسيلة لإنشاء الأنساب في سياق محاكم الأسرة الإسلامية.

ونفى كبار المسؤولين المكلفين بتنفيذ المشروع في الإدارة العامة للأدلة الجنائية التابعة لوزارة الداخلية هذه الانتقادات. وكرروا التأكيد على أن قانون اختبار الحمض النووي يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات أمنية متكاملة ولا يتضمن آثارا على الأنساب أو يؤثر على الحريات الشخصية والخصوصية.

وقال المسئولون ان حماية خصوصية كل مواطن ومقيم يتم التأكيد عليه فى القانون الجديد. وينص القانون بوضوح على أن يعاقب بالسجن لمدة أقصاها ثلاث سنوات على الأفراد الذين يعلنون أسرار مرتبطة بالعمل أو يكشفون عن أي معلومات عن قاعدة بيانات الحمض النووي التي قد يعبرون عنها كجزء من واجبات العمل. وينص القانون أيضا على أن الأفراد الذين يزورون وثائق الحمض النووي أو يستخدمون عن طريق وهمية، يعاقبون بالسجن لمدة أقصاها سبع سنوات و / أو غرامة أقصاها 000 5 دينار كويتي، بينما يعاقب الأفراد الذين يضرون بقاعدة بيانات الحمض النووي على الأقل بثلاثة وبحد أقصى 10 سنوات في السجن.

وفي الوقت نفسه، يجري التحضير لوضع ميثاق تنظيمي لقانون الحمض النووي وبدء أخذ عينات إلزامية من جميع المواطنين والمقيمين والزوار.

: 1920

تعليقات أضف تعليقا

اترك تعليقا